5 - المندوب : و هو أن تكون "الطلعة "( القصيدة ) لها "قاف" (بيت شعري) مرتبط بها من حيث التركيب و المعنى سواء كان في مطلعها و تعطف عليه أو جاء في النهاية لتكسر عليه , كما يجب التنوية الى أفضلية كتابة الشعر الحساني بكلمات اللهجة العامية على الفصحى كوقياس جمالي في نظم هذا النوع من الشعر .
أما بحوره و أوزانه فقد مرت بمرحلتين هامتين هما :
أولا - ما قبل الموسيقى و هي المرحلة التي كان فيها الشعر نوع من النثر المميز تقريبا , حيث كانت الأبيات لا تقاس على بعضها و لا توجد فيه " الطلعة " و إن و جدت فهي على غير قافية واحدة قد يكون لها قافيتان أو ثلاثة أو أربعة , و كانت أوزان " القاف الواحد" ( البيت الشعري) تنظم على أساس الشكل أي الفتح و الضم و الكسر و السكون , دون الاهتمام بالحرف و ظل هكذا مدة طويلة حتى بدأ بروز معالم مرحلة أخرى في الظهور حيث تطور الشعر في تلك لمرحلة و أستطاع الشعراء حصر الوزن على المتحركين المتناغمين مع الموسيقى و قد نتجت عن ذلك ميزة أخرى مهمة تمثلت في إعطاء أولوية لتساوي الأبيات و قياس بعضها على البعض دون زيادة أو نقصان .. مما أعطى القافية نوعا من الثبات , حينها ظهر ما عرف لاحقا بالحمر و العقرب و سيبقيان بصفة نهائية كأساس لا بد منه لي وزن أو نظم شعري حساني .
ثانيا - شكل ظهور الموسيقى دفعا جديدا لتقدم الشعر الحساني و الرقي به الى مرحلة اكثر تقدما من سابقاتها حيث جبر الشعراء على مرافقة النوتة الموسيقية و كل شعر لا تتوفر فيه ميزة القابلية لمرافقة النوتة الموسيقية صبح غير مقبول و هنا برز الظهر الذي هو مجال عزف الموسيقى مما ادى الى تشكل بحور الشعر الشعبي الحساني على غرار بحور الشعر العربي المعروف و لكل ظهر ألحانه و نغماته الخاصة كما له شعره الخاص الذي لا يمكن أن يغنى أو يلحن في ظهر غيره و و أضيفت " الطلعة " ذات الحمر الثلاثة و و قننت متحركات الشعر لتصبح من واحدة إلى ثمانية .
و للإشارة لا بد من التنويه إلى أن شعر المرحلة السابقة لا زال معترف به و قد جمعت كل بحورها في بحر وحد سمي إصطلاحا البت الكبير و قد كانت هناك بحور كثيرة منها : الرسم و المصارع ( بفتح الميم و تشديد الصاد و تسكين العين ) , و لعسير , و أشطان , و أزمول ,و التروس , و الواكدي ....الخ إلا أن التطور الذي حصل في مجال الشعر الشعبي أدى في مجمله إلى تجاوز الكثير من البحور و الاحتفاظ بما نعرفه الآن فقط و التي هي :
1 - بعمران : يبنى "القاف" في بعمران على سبعة متحركات تبدأ ب : متحرك و ساكن ثم متحرك .
2 - مريميدة : و هو بحر نظمه قريب من نظم بعمران لأنه يبنى كذلك على سبعة متحركات لكنه يختلف عنه من حيث ترتيب المتحركات لأنه يبدأ بمتحركين يليهما ساكن و قد يبدأ بساكن .
3 - الصغير : و الذي سبق و إن اشرنا إلى إحدى مميزاته و هي كونه لا يقاس على شطره الأول لوحده و انهما لا بد من أخذ الشطرين الأولين ( أي الحم و الكسرة ) بعين الاعتبار لأنه يبنى على سبعة في الشطر الأول و خمسة في الثاني و لا ينتهي إلا بسكون و له شرط ثالث يتمثل في انه بعد كل خمسة متحركات لا بد من سكون حتما و كما أن حرفه الثالث لا بد أن يكون ساكنا أيضا .
4- لبير : الذي يعتبر سبكه كسبك "لبتيت "تقريبا رغم انه ينقص عنه بمتحرك و احد حيث ان شعر بحر " لبتيت " ينظم على سبعة متحركات و يتميز شطره الأول بما يعرف في الحسانية ب" لحراش " أما شطره الثاني فهو مسبول (سلس) عكس الشطر الاول و هذه ميزة أخرى يمتاز بها عن "لبتيت" و قد يتحول في بعض المواقف إلى ما يعرف " بتاطراتق " او " مماية لبير " .
5 - لبتيت : و هو نوعان , ما يعرف ب " البتيت الناقص " و هو الذي يكتب بستة متحركلت و " لبتيت التام " و الذي له ثماني متحركات , عموما يعتبر " لبتيت التام " الأكثر سلاسة من بين بحور الشعر الحساني لكثرة متحركاته و أما سبب تجزئته إلى قسمين ناقص و تام فهو لأن الموسيقى تتعامل معه على أنه كذلك , حيث نجد اسمين مختلفين لنفس البحر و هما "أعظال " و "بيقي" .