أحدث الأخبار
تحميـــــــل...

لماذا خرجت المغرب ثم عادت للاتحاد الأفريقي، كلمة السر: بوليساريو

6:33 م |


بوليساريو



محمد عمر

الكاتب محمد عمر  
«من المؤلم أن يتقبل الشعب المغربي الاعتراف بدولة وهمية ممثلة لإقليم الصحراء، كما أنه من الصعب أيضًا القبول بمقارنة المملكة بكيان يفتقد لأبسط مقومات السيادة، وهذا دفع المغرب؛ تفاديًا للتجزئة والانقسام، إلى اتخاذ قرار مؤلم، يتمثل في الانسحاب من أسرته المؤسسية».
كانت هذه الكلمات جزءًا من الخطاب الذي وجهه الملك المغربي «محمد السادس» يوم 17 يوليو/تموز 2016، إلى الاتحاد الأفريقي في القمة الـ27 بالعاصمة الرواندية كيجالي، بشأن طلب المملكة رسميًا العودة إلى الاتحاد، بعد انسحابها منه سابقًا -عندما كان يسمى منظمة الوحدة الأفريقية – عام 1984 رفضًا لاعتراف المنظمة آنذاك بـ «الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية»، والتي تقودها الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب «البوليساريو»، والتي أعلنت استقلالها من جانب واحد منتصف السبعينيات وحظيت باعتراف بعض الدول آنذاك.

النزاع على الصحراء

دعا الملك المغربي الراحل «الحسن الثاني» في 6 نوفمبر/تشرين الثاني 1975، إلى تنظيم حشد شعبي عرف باسم «المسيرة الخضراء» للضغط على إسبانيا لمغادرة منطقة الصحراء الغربية التي كانت تحتلها، حيث كانت المنطقة خاضعة للاستعمار الإسباني، وأدت المسيرة إلى الضغط على إسبانيا وبدء التفاوض في 14 من ذات الشهر، انتهى بتوقيع «اتفاقية مدريد» التي تخلت بموجبها إسبانيا عن إقليم الصحراء وقسّم بين المغرب وموريتانيا. رفضت الجزائر وجبهة البوليساريو الاتفاق مطالبة بإقرار الحق في تقرير المصير للشعب الصحراوي، واستمرت المواجهات العسكرية منذ ذلك الوقت. كانت الصحراء الغربية حينها حافلة بالحركات السياسية المناهضة للاستعمار الإسباني، بعضها كان تابعًا أو مقربًا للمغرب وبعضها لموريتانيا، لكن التيار الأهم كان ذلك الذي يتبنى الاستقلال مطالبًا بقيام دولة صحراوية مستقلة، وعلى رأسه البوليساريو والتي  تأسست عام 1973، إذ رفعت الجبهة رايات الاستقلال والكفاح المسلح، وأعلنت الحركة قيام الجمهورية الصحراوية في إبريل/نيسان 1976؛ ردًا على اتفاق المغرب وموريتانيا على تقسيم الصحراء لتبدأ المواجهات العسكرية والصراعات الدبلوماسية في مقار المنظمات الدولية والإقليمية وخاصة الاتحاد الأفريقي الذي اعترف بالجمهورية الصحراوية؛ مما أدى لانسحاب المغرب من المنظمة احتجاجًا على ذلك.
انحازت 26 دولة لجانب الانفصال عام 1984، بينما لم يتبق الآن سوى أقل من 10 دول معترفين بالجمهورية الصحراوية، فمنذ سنة 2000، سحبت 36 دولة اعترافها بهذه الدولة.

عودة رغم بقاء البوليساريو!

أوضح الملك محمد السادس في رسالته التي وجهها لقمة الاتحاد الأفريقي الـ27 أسباب خروج بلاده من منظمة الوحدة الأفريقية سابقًا ولماذا تريد العودة، وهذا يتضح في رسالته كالتالي:
  • انسحب المغرب في ظروف خاصة، من إطار مؤسساتي قارّي.
  • من المؤلم أن يتقبل الشعب المغربي الاعتراف بدولة وهمية، كما أنه من الصعب القبول بمقارنة المملكة بكيان يفتقد لأبسط مقومات السيادة، ولا يتوفر على أي تمثيلية أو وجود حقيقي، وهذا دفع المملكة، إلى اتخاذ قرار مؤلم، يتمثل في الانسحاب من أسرته المؤسسية.
  • هذا الكيان ليس عضوًا لا في منظمة الأمم المتحدة، ولا في منظمة التعاون الإسلامي، ولا في جامعة الدول العربية، ولا في أي هيئة أخرى.
  • موقف الاتحاد الأفريقي يتعارض مع تطور قضية الصحراء على مستوى الأمم المتحدة، فهناك مسار للتسوية برعاية مجلس الأمن يسعى للتوصل إلى حل سياسي دائم لهذا النزاع الإقليمي.
  • لا يمكن للمغرب أن يظل خارج أسرته المؤسسية، ولا بد له من استعادة مكانه الطبيعي والشرعي داخل الاتحاد الأفريقي، بحيث يمكنه، بفضل تحركه من الداخل، أن يساهم في جعله منظمة أكثر قوة، تعتزّ بمصداقيتها، بعد تخلصها من مخلفات الزمن البائد.
كانت هذه هي أسباب الخروج والعودة من الاتحاد وفقًا لرسالة الملك المغربي، والتي لم تشترط خروج الجمهورية الصحراوية لعودتها للاتحاد كما كان في السابق. لكن يتضح أن تنامي نشاط البوليساريو الدبلوماسي في الاتحاد الأفريقي ساهم في ضعف الموقف المغربي في العديد من المحافل الدولية، لذا آثرت المغرب العودة للاتحاد لاستمالة أعضائه؛ الأمر الذي بدأت بوادره في طلب 28 عضوًا بالاتحاد وقف مشاركة الجمهورية الصحرواية في أنشطة الاتحاد.

ردود الفعل على التحرك المغربي

تفاعلاً مع الموقف المغربي بطلب العودة للاتحاد الأفريقي، رحب أعضاء المنظمة بهذا القرار، بل وجهت 28 دولةً عضوًا يوم 18 يوليو/ تموز التماسًا للرئيس التشادي «إدريس ديبي»، رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي، لتعليق مشاركة الجمهورية الصحراوية مستقبلاً في أنشطة الاتحاد وجميع أجهزته وذلك «لتمكين الاتحاد من الاضطلاع بدور بناء والإسهام إيجابًا في جهود الأمم المتحدة من أجل حلّ نهائي للنزاع الإقليمي حول الصحراء»، ومن هذه الدول الغابون وليبيا والسودان بينما لم تكن منهم تونس أو مصر.
وباعتبار أن الجزائر الداعم الرئيسي لـلبوليساريو، وفي إطار سعي دول المنطقة والقوى الدولية لحل الأزمة، اتفقت الجزائر مع المغرب على تكثيف تعاونهما الأمني بخصوص مواجهة تهديدات الإرهاب، وتبادل المعلومات حول المتطرفين من البلدين، وذلك خلال زيارة وفد مغربي للجزائر يوم 16 يوليو/تموز 2016، حيث طغت التهديدات المشتركة جراء وجود «داعش» في ليبيا، وتنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» على محادثات البلدين؛ الأمر الذي دفعهما لمناقشة سبل مواجهة هذه التهديدات المشتركة، تاركين وراء ظهورهم تاريخًا طويلًا من التوتر في العلاقات. كانت مسألة الصحراء الغربية من أهم أسبابه؛ بل إن المباحثات شملت مناقشة عودة المغرب للاتحاد الأفريقي، وهذا ما اتضح في اليوم التالي من رسالة الملك المغربي للاتحاد الأفريقي.
من الملاحظ أيضًا أن هذا التعاون الأمني جاء بسبب ضغوط غربية، خاصة من قبل الولايات المتحدة وفرنسا، على البلدين من أجل تعزيز تعاونهما في مكافحة الإرهاب والتنسيق في كشف الشبكات الإرهابية التي تستغل الثغرات في كلا البلدين للقيام بعملياتها، وكانت فرنسا من أول الدول المرحّبة باعتزام المغرب العودة للاتحاد الأفريقي، حيث اعتبرت الخارجية الفرنسية يوم 19 يوليو/تموز 2016 أن عودة المغرب إلى الاتحاد سيشكل مساهمة هامة في الاندماج المتنامي للقارة الأفريقية.

دوافع تغير الموقف المغربي

ساهمت في تغير موقف المغرب بالعودة للاتحاد الأفريقي تمهيدًا لحل قضية الصحراء عدة عوامل منها:
1ـ وفاة زعيم البوليساريو رئيس الجمهورية الصحراوية «محمد عبد العزيز» في 31 مايو/أيار 2016، وتولي «إبراهيم غالي» مكانه أمانة الجبهة ومن ثم رئاسة الجمهورية – أو الدولة الوهمية كما تسميها المغرب -، وسعت المملكة لاستغلال هذا التغير لصالحها حيث كان «عبد العزيز» المتحكم الرئيسي في الجبهة وهو ما قد يتغير مع تولي القيادة الجديدة والقبول بالحل المغربي المتمثل في منح الإقليم حكمًا ذاتيًا موسعًا تحت ظل المملكة.
2ـ تنامي خطر تنظيمات الإرهاب بالمنطقة، حيث ضعفت قدرة المغرب على ضبط حدوده نظرًا لاستنزافه في الصراع مع الجبهة وضعف التنسيق مع الجزائر؛ الأمر الذي ساهم في تنامي الإرهاب؛ مما دفع الغرب للضغط على البلدين للتنسيق الأمني وإيجاد حل لقضية الصحراء الغربية للتفرغ لمكافحة الإرهاب.
3ـ رغبة المغرب في العودة للعمق الأفريقي بعد حدوث تحولات في محيطها العربي، إذ رفضت المغرب استضافة القمة العربية الـ27 لأنها رأتها «مجرد اجتماع مناسبات»، كما أن «الظروف الموضوعية لا تتوفر لعقد قمة ناجحة». كذلك تسعى المغرب لتوسيع تعاونها الاقتصادي مع دول القارة وهذا ظل متأثرًا إلى حد ما بخلافها مع الاتحاد.
4ـ رأت المغرب أن هناك مساعيَ دولية مكثفة لحل الأزمة، لذا سعت لتعزيز موقفها، حيث سيعقد مجلس الأمن الدولي جلسة يوم 26 يوليو/تموز 2016 للاستماع إلى إحاطة الأمين العام للأمم المتحدة حول مآل المشاورات مع المغرب، وقد سبق هذا في مارس/آذار 2016 خلاف بين المنظمة والمملكة على إثر اعتبار «بان كي مون» الوجود المغربي في الصحراء احتلالًا.
5ـ تراجع دعم بعض الدول الأفريقية والعربية للجبهة التي تريد حلاً لقضية الاستقلال خوفًا من إثارتها مجددًا للنزاعات الانفصالية، وهذا يتضح مثلاً في دعم ليبيا والسودان لوقف مشاركة الجمهورية الصحراوية في أنشطة الاتحاد الأفريقي لقطع الطريق على تحركات مماثلة.
لذا يتبين أن المغرب استغل الظروف الإقليمية والدولية، وخاصة تنامي الإرهاب وتزايد مخاوف الدول الأفريقية من تنامي النزاعات الانفصالية، للعودة للاتحاد ومحاصرة البوليساريو ولتعزيز موقف المقترح المغربي، وهو الحكم الذاتي تحت سيادة المملكة، والذي دعمته دول كبرى مثل الولايات المتحدة. يوضح التغير في الموقف المغربي توجه المملكة نحو نهج دبلوماسي جديد يتخلى عن المواجهة والصدام مع المنظمات الدولية، وفي المقابل كشف هذا التحول أيضًا عن قوة الاتحاد الأفريقي كمنظمة جماعية استطاعت توفير غطاء دبلوماسي لـلبوليساريو؛ مما دفع المملكة لطلب العودة إليها والعمل من خلالها.
Read more…

هل تنضم إسرائيل إلى جامعة الدول العربية قريباً؟

6:06 م |

الرئيس الفلسطيني «محمود عباس»، ووزير الخارجية المصري «سامح شكري» في جنازة السياسي والشخصية الأيقونية الإسرائيلية «شيمون بيريز»
الرئيس الفلسطيني «محمود عباس»، ووزير الخارجية المصري «سامح شكري» في جنازة السياسي والشخصية الأيقونية الإسرائيلية «شيمون بيريز»
الكاتب : محمد محمود السيد
المصدر : اضاءات 

هو أول سؤال تبادر إلى ذهني خلال متابعتي لجنازة «شيمون بيريز»، وتفقد صور رئيس السلطة الفلسطينية، «محمود عباس» أبو مازن، ووزير الخارجية المصري «سامح شكري».
وهنا تذكرت قول الشاعر العراقي «أحمد مطر»:
ليسَ منّا هؤلاء
إنهم منكَ
فإنْ وافَوكَ للتَّطبيعِ طَبِّعْ مَعَهُمْ
واطبَعْ على لَوحِ قَفاهُمْ ما تَشاءْ.
ليسَ في الأمرِ جَديدٌ
نَحنُ نَدري
أنَّ ما أصبحَ تطبيعاً جَلِيّاً
كانَ طبْعاً في الخَفاءْ!
وَلَكُمْ أن تَسحبوا مِفرشَكُمْ نحو الضُّحى
كي تُكمِلوا فِعْلَ المَساءْ.
شأنكُمْ هذا
ولا شأنَ لَنا نَحنُ
بِما يَحدُثُ في دُورِ البِغاءْ!

عصر «ما بعد التطبيع»

في البدء، في عصور القومية العربية، كان التقصير في دعم القضية الفلسطينية، وعدم مواجهة العدو الإسرائيلي عار وخيانة.
وفي عصور ما بعد القومية العربية، اقتصر تعريف العار والخيانة على التفاوض مع العدو، وتوقيع الاتفاقات معه.
وفي عصور الانفتاح والعولمة، صار من الجائز توقيع الاتفاقات السياسية مع العدو، بغرض استرداد الحقوق العربية، واستجابة لموازيين القوى. ولكن دون تطبيع كامل العلاقات مع العدو، أي مجرد سلام على الورق.
وفي عصور ما بعد الانفتاح والعولمة، صار من المقبول إقامة تطبيع اقتصادي، وعلاقات سرية، استجابة لحركة التجارة العالمية، وانفتاح الأسواق، ولكن بالطبع لم يعني هذا إقامة تطبيع ثقافي بين الشعوب. وبالطبع كان دعم القضية واجباً إلزامياً ظاهرياً في كل هذه المراحل.
ولكن، مع مرور الوقت، تم اكتشاف أن الشعب الفلسطيني لا يستحق الدعم والمساندة، وأن مناصرة قضيته تعني حرمان «الشعب اليهودي» من الحياة الطبيعية، وأنه من الظلم أن يمتلك العرب 22 دولة، ولا نقبل بامتلاك اليهود لدولةٍ واحدةٍ.
صار مصطلح التطبيع بكافة أشكاله، من قبيل الماضي، فحل محلها، إقامة علاقات تحالف وتعاون متميزة. انتقلت العلاقات السرية إلى العلن، وصارت إسرائيل دولة صديقة.
مرحباً بك في عصر ما بعد التطبيع.

عميل المخابرات السوفيتية المحب لـ «إسرائيل»

العميل السابق للمخابرات السوفيتية، والرئيس الحالي للسلطة الفلسطينية، محمود عباس، آثر أن يحضر بنفسه، إلى جانب وفد فلسطيني رسمي جنازة بيريز.
لم يتوقع أحد من عباس أفضل من ذلك، فهو الرجل الذي وصم المقاومة بالإرهاب، وحاربها في كافة ربوع فلسطين، كبَّل حرية بني وطنه، وقيّد جهادهم، ومنع تظاهراتهم.
لم يتأثر يوماً لسقوط شهيد، شابًا كان أو شيخًا، طفلًا أو امرأةً، لم يذرف الدمع، ولم يبدي الأسى أو حتى الانزعاج.
ويمكن رصد ثلاثة مشاهد في جنازة بيريز تُعلل لك ما سبق:
1. صافح نتنياهو عباس، خلال الجنازة، في لقاء علني يندر حدوثه بين الرجلين. ونشر المتحدث باسم نتنياهو مقطع فيديو على موقع «تويتر»، يقول فيه عباس، وهو يصافح نتنياهو باللغة الإنجليزية: «من الجيد رؤيتك، مضى وقت طويل»، بينما شكره نتنياهو وزوجته سارة على حضوره.
2. خلال مراسم تشييع الجنازة احتضن عباس ابنة شيمون بيريز، وبدا عليهما التأثر في تلك اللحظة.
3. خلال جلوس عباس مع قادة الدول انهمرت دموعه حزناً على وفاة بيريز، وهو ما دفع أحد الحضور لمواساته.

بطل موقعة الجزيرة

في آخر صيحاته، وبعد زيارته المدوية إلى القدس، ومقابلة رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، في زيارة رسمية، اتسمت بالدفء.
طل علينا وزير الخارجية المصري، أثناء مشاركته في جنازة شيمون بيريز، باكياً شديد التأثر. وهو أمر جديد ملفت، ليس لأنه صادر من وزير خارجية الدولة العربية الأكبر، وصاحبة العداء التاريخي مع إسرائيل، ولكن، لأن هذا الأمر قلما نجده يحدث في جنازات كبار قادة العالم.
«سامح شكري» هو وزير الخارجية الأضعف في تاريخ مصر، والتي تُصنف مواقفه وتصريحاته بأنها الأغرب والأكثر تناقضًا في تاريخ الخارجية المصرية، سواء في قضية مقتل الطالب الإيطالي ريجيني، أو مقتل السياح المكسيكيين، أو في التعامل مع ملف سد النهضة.
لك أن تتخيل أن وزير خارجية دولة بحجم مصر، بما تمتلكه من ملفات خارجية ضخمة، تكون أبرز  إنجازاته هي إلقاء ميكروفون قناة الجزيرة من أمامه عدة مرات، أثناء مؤتمراته الصحفية.

كيف تصبح قوميًا في عهد السيسي: «فريدة الشوباشي» نموذجًا

معضلة شديدة الصعوبة، هي تلك التي تواجه مؤيدو نظام السيسي حاليًا في مصر، حينما يحاولوا تبرير سياسات النظام، وترويجها لدى الرأي العام. ولكن المعضلة الحقيقية، هي التي تواجه أصحاب الأيديولوجيات منهم، خاصة الناصرية والقومية، كيف لهم أن يحافظوا على نقاء مبادئهم، دون مواجهة النظام، بل عبر دعمهم له.
«فريدة الشوباشي» تقدم الحل، حيث تمكنت ببراعة من الخروج من مأزق مهاجمة النظام نتيجة حضور وزير خارجيته لجنازة بيريز، وهو ما كان من المفترض أن يتم وفقاً لناصريتها وقوميتها.
وذكرت في أحد تدويناتها على موقع الفيس بوك: «يا تري محمد مرسي حاسس بإيه بعد وفاة صديقه العظيم والذي تمنى لبلاده الرغد !!؟؟».
في إشارة إلى خطاب اعتماد سفير مصر في «إسرائيل» في عهد مرسي، والذي بدأ بجملة «عزيزي وصديقي العظيم». متجاهلة تماماً تعامل النظام الحالي مع جنازة بيريز، بما في ذلك بكاء وزير الخارجية المصري.
أمّا الإعلامي تامر أمين، فقد ذكر أن عباس حضر جنازة بيريز «غصب عنه، لأن تلك هي السياسية»، مضيفًا «مثل سامح شكري اللي متأكد من جواه إنه كاره شيمون بيريز وكاره اليوم اللي شافه فيه وكاره تاريخه مثلنا بالظبط، ولكنه ليس المواطن سامح شكري بل اسمه وزير الخارجية المصري». وتابع «مصر موقعة اتفاقية سلام مع إسرائيل، وبحكم تلك الاتفاقية لابد أن يتواجد سامح شكري في الجنازة».
كما علق الإعلامي خيري رمضان، على الهجوم الذي شنه البعض على شكري، وحالة الحزن التي ظهر عليها، قائلاً: «إن من امتى بنشوف وزير الخارجية فرحان». وأضاف «هو الناس كانت فاكرة أن سامح شكري رايح إسرائيل يغظهم في العزاء ويزغرط يعني؟، أنتم ليه مصرين تخبوا رأسكم في الرمل ليه مش وخدين بالكم أن العلاقات مع إسرائيل طيبة الآن وإن فيه مجاملات بروتوكولية لازم تتم؟».
أعتقد أن الختام الأفضل قد يكون بعض مما ورد في مقالة في صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، للكاتب البريطاني روبرت فيسك:
" عندما عرف العالم أن شيمون بيريز قد مات، صرخوا «ها قد مات صانع السلام!» لكن عندما عرفت أنا أن بيريز قد مات، لم أفكر سوى في الدماء والنار والمذبحة. لقد رأيت نتائج المذبحة: أطفال رضع ممزقين، لاجئون يصرخون، وأجساد مشتعلة. كان ذلك في مكان يدعى قانا. حالياً، يقبع معظم الضحايا الـ 106، ونصفهم من الأطفال، تحت معسكر الأمم المتحدة في المكان الذي مزقتهم فيه القذائف الإسرائيلية إلى أشلاء " .


"عندما عرف العالم أن شيمون بيريز قد مات، صرخوا «ها قد مات صانع السلام!» لكن عندما عرفت أنا أن بيريز قد مات، لم أفكر سوى في الدماء والنار والمذبحة. لقد رأيت نتائج المذبحة: أطفال رضع ممزقين، لاجئون يصرخون، وأجساد مشتعلة. كان ذلك في مكان يدعى قانا. حالياً، يقبع معظم الضحايا الـ 106، ونصفهم من الأطفال، تحت معسكر الأمم المتحدة في المكان الذي مزقتهم فيه القذائف الإسرائيلية إلى أشلاء"
Read more…

الجيش الجزائري يصادر أسلحة وذخيرة قرب الحدود مع ليبيا

8:57 ص |
نتيجة بحث الصور عن الجيش الوطني الشعبي الجزائري

الجزائر – (د ب أ) – صادرت قوة من الجيش الجزائري اليوم الجمعة، كمية من الأسلحة والذخيرة بمنطقة الدبداب بولاية اليزي قرب الحدود الشرقية الجنوبية للبلاد مع ليبيا، بحسب ما ذكرته وزارة الدفاع.

وأوضحت الوزارة في موقعها الرسمي على الانترنت، انه جرى ضبط 3 بنادق من نوع كلاشنيكوف وبندقية قناصة وبندقية صيد ومسدس آلي وعشرة مخازن ذخيرة و482 طلقة من مختلف العيارات.

Read more…

القضية الصحراوية تتصدر القضايا المطروحة. في جلسة نقاش للجنة تصفية الاستعمار الاثنين المقبل .

8:49 ص |
El presidente de Portugal, Anibal Antonio Cavaco Silva, pronuncia un discurso ante la 63ª Asamblea General de Naciones Unidas. (Foto: EFE)

صادقت لجنة تصفية الاستعمار مساء الخميس, على جدول اعمال دورتها التي تمتد لعدة أسابيع, والمكرسة لمناقشة تطورات مسالة تصفية الاستعمار من 17 اقليما عبر العالم.
وتبدأ اللجنة أعمالها الاثنين المقبل بالنقاش الرفيع الذي سيجري حول مسار تصفية الاستعمار ، حيث تتصدر القضية الصحراوية المناقشة من خلال مرافعة عديد الدول والشخصيات .
وبخصوص القضية الصحراوية, فان جدول الاعمال الذي حصل موقع صمود على نسخة منه, سيركز على مناقشة التقرير السنوي للأمين العام السيد “بان كي مون”, المقدم الى الجمعية العامة, وتقرير اللجنة الخاصة حول تنفيذ إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة حول اعمالها لسنة 2016، ومقترح حول ارسال بعثة لتقصي الحقائق الى الصحراء الغربية, على غرار تلك التي زارت الاقليم سنة 1975, والتي كان لها دورا حاسما في اعتراف الامم المتحدة بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال، وبجهة البوليساريو ممثلا للشعب الصحراوي.
وستناقش اللجنة الرابعة مشروع قرار حول الصحراء الغربية, منتظر تقديمه خلال الأيام المقبلة.
وفي تقريره المقدم للدورة أعرب الأمين العام للأمم المتحدة السيد “بان كي مون”, عن “قلقه الشديد إزاء استمرار عدم إحراز تقدم لحل القضية الصحراوية
وقال “بان كي مون” “انه على الرغم من الجهود المتجددة من منظومة الأمم المتحدة بأسرها، بما في ذلك من خلال انخراطي الشخصي، لا يزال يساورني القلق إزاء استمرار عدم إحراز تقدم على أرض الواقع”.
وعبر “بان كي مون” في تقريره-حصل موقع صمود على نسخة منه-, “بأن الإشكال الرئيسي المطروح، أي حالة الجمود في العملية التفاوضية، لا يزال يعرقل الجهود المبذولة في جميع المجالات الأخرى، بما في ذلك ضمان حماية حقوق الإنسان, والتكامل الاقتصادي في المنطقة, والتعاون في مكافحة الإرهاب, كما أنه لا يزال مصدر معاناة على أرض الواقع, للاجئين الذين مرت عليهم فترة طويلة جدا وهم يعيشون في ظروف صعبة للغاية”.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة “من تداعيات حالة الإحباط في صفوف اللاجئين الصحراويين، ولا سيما الشباب منهم، والتي تتزايد بدرجة مثيرة للقلق”.
وذكر “بان كي مون” “الطرفين والدول المجاورة والمجتمع الدولي, بالمسؤولية عن إيجاد حل للنزاع وتشجيع التقدم صوبه”.
وفي هذا السياق جدد الأمين العام الاممي “دعوته إلى الطرفين-المغرب وجبهة البوليساريو-للتحرك، صوب إيجاد حل دون مزيد من الإبطاء، وحثهما على الدخول في مفاوضات حقيقية بدعم وتيسير من مبعوثه الشخصي السيد “كريستوفر روس”، سعيا إلى بلوغ تلك الغاية”.
وتطرق “بان كي مون” في تقريره الجديد الى الفترة الصعبة التي عاشها الشعب الصحراوي على اثر وفاة الشهيد الرئيس “محمد عبد العزيز” ، حيث استعرض التقرير وضعية الحداد التي أعلنتها جبهة البوليساريو لمدة 40 يوما, و انعقاد المؤتمر الاستثاني للبوليساريو الذي انتخب السيد “إبراهيم غالي” امينا عاما جديدا.
وأشار التقرير الى الاستقرار والهدوء الذي تعرفه مخيمات اللاجئين الصحراويين، عكس ما تروج له الدعاية المغربية، مؤكدا على السير العادي للحياة العامة والأنشطة الاجتماعية تمضي سلميا وفي مناخ هادئ.
بدورها اكدت اللجنة الخاصة المعنية بحالة تنفيذ إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة, أن الجهود ستظل متواصلة لمساعدة الشعب الصحراوي في ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال.
وجددت اللجنة في تقريرها السنوي لسنة 2016 –حصل موقع صمود على نسخة منه-, التأكيد على جميع قرارات الجمعية العامة ذات الصلة، بما فيها القرار 70/98، وأعربوا عن تأييدهم لقرارات مجلس الأمن, والتزام الأمين العام ومبعوثه الشخصي إلى الصحراء الغربية بإيجاد حل لمسألة الصحراء الغربية،
وشددت اللجنة على ضرورة تجديد الجهود الرامية إلى إعادة تنشيط عملية البحث عن حل للمسألة، داعية الأطراف إلى مواصلة التحلّي بالإرادة السياسية, والعمل في بيئة مواتية للحوار , من أجل الدخول في مرحلة مفاوضات أكثر عمقا وتركيزا على الموضوع، وبالتالي كفالة تنفيذ القرارات ونجاح المفاوضات.
وجددت اللجنة التأكيد على ضرورة مواصلة المفاوضات تحت رعاية الأمين العام، بدون شروط مسبقة وبحسن نية، وذلك بهدف التوصل إلى حل سياسي ، من شأنه أن يُتيح لشعب الصحراء الغربية تقرير مصيره, في سياق ترتيبات تتماشى مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة ومقاصده.
وأكدت اللجنة انها تولي أهمية خاصة لقضية الصحراء الغربية, حيث خصصت جلستين لمناقشة التطورات, وتلقت تقارير و استمعت لمداخلات عديد الدول التي اكدت على ضرورة الإسراع في استكمال مسار تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية.
واشار التقرير ان المغرب حاول التأثير على المناقشات التي أجرتها اللجنة حول القضية الصحراوية, محاولا التشكيك في تمثلية جبهة البوليساريو للشعب الصحراوي، الا ان المحاولات باءت بالفشل, وتمكن ممثل البوليساريو بالامم المتحدة “البخاري احمد”, من اطلاع اللجنة على التطورات الميدانية خاصة المرتبطة بالانزلاقات المغربية ضد بعثة المينورسو.
Read more…

هام : عاجـل، هذا ما توصل به أعضاء مجلس الأمن الدولـي بخصوص أزمة الكركرات خلال جلستهم المغلقة.

8:23 ص |
عاجـل، هذا ما توصل به أعضاء مجلس الأمن الدولـي بخصوص أزمة الكركرات خلال جلستهم المغلقة.


طالبت كل من فنزويلا وأنغولا والأروغواي بفرض إجراءات صارمة ضد المغرب، فيما تكلف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لحفظ السلام السيد هيرفيه لادسو، بتوزيع تقريراً مفصلاً على أعضاء المجموعة الدولية حول أخر تطورات قضية الكركرات   والذي تضمن عدة نقاط رئيسية:
  • تم التأكيد على أن القوات المغرب والصحراوية لاتزال متمركزة على مسافة 120 متر.
  • تم التأكيد  على أن جبهة لبوليساريو لن تتسامح أبداً مع أي تقدم في تشيد الطريق.
  • تم التأكيد على أن جبهة لبوليساريو قد قدمت شكوى رسمية للأمم المتحدة حول تحليق طائرة عسكرية فوق المنطقة.
  • تم التأكيد على صعوبة مهمة بعثة المينورسو في ظل غياب نقطة مراقبة دائمة بالمنطقة العازلة.
  • تم التأكيد على أن المملكة المغربية قد  أكملت 2.5 كلم من الطريق.
  • تم التأكيد على أن المملكة المغربية ترفض رسمياً بناء مركز دائم لبعثة المينورسو بالمنطقة حسب ما توصلت به الممثلة الخاصة للأمين العام  كيم بولدوك.
  • تم التأكيد على أنه لم يسجل أي تقدم سياسي بخصوص المقترحات التي قدمت للطرفيين والمتمثلة في وقف بناء الطريق وسحب القوات العسكرية.


Read more…

الأورغواي وفنزويلا تدعوان الى جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في الكركرات

8:14 ص |
big

 دعت  الأورغواي وفنزويلا الى جلسة لمجلس الأمن الدولي  غدا الخميس  ال 29 سبتمبر لمعالجة الوضع في منطقة الكركرات التي شهدت تطورات خطيرة بسبب قيام المغرب بخرق وقف إطلاق النار, و كانت جبهة البوليساريو  قد حذرت من تداعيات خرق وقف إطلاق النارعلى السلم والاستقرار في المنطقة. كما طالبت الأمم المتحدة وبعثتها للاستفتاء في الصحراء الغربية، المينورسو، بتحمل المسؤولية إزاء استمراره ، والإسراع بالقيام بواجباتها في وقف هذا الانتهاك الصارخ لوقف إطلاق .النار واتخاذ الإجراءات الميدانية الكفيلة بالتطبيق الصارم لاتفاق وقف إطلاق النار، وبالتالي سحب التواجد المغربي من المنطقة المعنية من جهة أخرى ، فند نائب الناطق الرسمي باسم الامين العام للامم المتحدة ” فرحات حق” اليوم الثلاثاء, المعلومات التي أعلن عنها وزير الخارجية المغربي الخميس الماضي بنيويورك, حول عودة كافة   افراد المينورسو الى مزاولة عملهم بالصحراء الغربي..
.واكد المسؤول الاممي ان بعثة المينورسو لم تستعد بعد وظائفها بشكل كامل, بالرغم من عودة 25 موظفا الى عملهم شهر يوليو الماضيوأوضح ” فرحات حق” ان الامم المتحدة تواصل جهودها لتمكين البعثة من ممارسة مهامها بشكل كامل، حيث وضعت اللمسات الاخيرة لتمكين الموظفين المكلفين بالألغام من الانتقال الى مخيمات اللاجئين لاجل استئناف عملهم.
.   120/ 090(واص
)
Read more…

هل حقا سنرى «آل سعود» في المحاكم الأمريكية قريبًا؟

4:50 ص |
باراك أوباما السعودية

استقبلت الرياض بجفاء شديد الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأربعاء 20 أبريل/ نيسان الحالي، في زيارته الأخيرة للممكلة العربية السعودية للمشاركة في قمة خليجية أمريكية تجمع أوباما بقادة دول مجلس التعاون الخليجي، لمناقشة العديد من القضايا العالقة بين الطرفين في المنطقة، أبرزها -كما تضمنت أجندة القمة- المحاولات المشتركة للقضاء على الإرهاب، وكذلك مناقشة الأزمة السورية ومصير النظام السوري الحالي، وكانت أبرز النقاط الخلافية المطروحة ضرورة تحجيم الدور الذي تلعبه في إيران في المنطقة.
على الجانب الآخر من القمة، كانت هناك مبارزة صامتة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية بشأن مشروع القانون الذي يناقشه مجلس الشيوخ الأمريكي حاليًا، والذي ربما يجعل حكومة المملكة أمام المحاكم الأمريكية قريبًا، متجاوزًا القانون الأمريكي رقم 1976 الذي بموجبه تتمتع الحكومات الأجنبية ببعض الحصانة في مواجة الشكاوى القضائية أمام المحاكم الأمريكية.

المملكة العربية السعودية قيد الاتهام!

نشرت التليغراف البريطانية الأربعاء 20 أبريل/ نيسان تقريرًا مقتضبًا تزامنًا مع زيارة الرئيس الأمريكي للمملكة نهاية الأسبوع الماضي سردت خلاله استقصاءً يكشف النقاب عن حلقة مفقودة في السلسلة الواصلة بين حكومة المملكة العربية السعودية ومنفذي هجمات الحادي عشر من سبتمبر. الحادث الذي يُعتقد أن تكون شخصيات مطلعة في المملكة على دراية مسبقة بتفاصيله وفق ما يدّعي أهالي الضحايا!
غسان عبد الله الشربي، سعودي الجنسية وُلد في جدة عام 1974م. وغادر المملكة إلى الولايات المتحدة الأمريكية في مقتبل حياته ليدرس الهندسة الكهربية هناك. ثم هاجر منها إلى أفغانستان في 2000م تاركًا وراءه زوجةً وابنة وألقت المخابرات الباكستانية القبض عليه في فيصل آباد مارس/ آذار عام 2002م وتم ترحيله إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد شهرين قضاهما في السجن المركزي في العاصمة الباكستانية إسلام آباد. وهو اليوم يقضي عقوبة السجن في ملحق معتقل جونتنامو بتهمة الانتماء لتنظيم القاعدة. ويقول مكتب التحقيق الفيدرالي FBI أن الشربي في 2010م كان قد اعترف بانتمائه لتنظيم القاعدة وأنه يشعر بالفخر لذلك.
تقول التليغراف أن غسان صانع متفجرات محترف وقد تلقى دروسًا في الطيران جنبًا إلى جنب مع مختطفي الطائرتين المنفذتين لأحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001م رغم أنه لم يشترك مباشرةً في الحادثة. الوثائق التي أخفاها الشربي قبيل اعتقاله في مارس/ آذار 2002م بدأت بالتكشف تباعًا حتى كان آخر ما رفع مكتب التحقيق الفيدرالي FBI النقاب عنه؛ وثيقة تعرِّف الشربي كطالب سعودي تلقى دروسًا في الطيران بالقرب من مدينة فينكس التابعة لولاية أريزونا قبل أن يتم إلقاء القبض عليه في باكستان بصحبة أبو زبيدة أحد مقاتلي تنظيم القاعدة والذي يقضي عقوبة السجن هو الآخر بملحق جوانتانامو.
تقول الوثيقة المفرج عنها كذلك: أن  الشربي بعد أن أُلقي القبض عليه، اكتشف مكتب التحقيق الفيدرالي FBI أنه كان قد دفن مجموعة من الوثائق في مكان قريب من منزله بالولايات المتحدة. كان من بينها شهادة تعلم الطيران الخاصة به وكانت محفوظة في مظروف ينتمي للسفارة السعودية بواشنطن.
ذهبت التليغراف بعد هذه السردية التي حملت توقيع مكتب التحقيق الفيدرالي إلى أن ثمة صلة بين الشربي والمملكة العربية السعودية ورغم أن الشربي لم يكن ضالعًا بالأحداث -نقصد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول- إلا أن ثمة صلة تربطه هو الآخر بتنظيم القاعدة. ماهية هذه الصلات غير واضحة إلى الآن وربما توصفها وثائق أخرى لم يُكشف عن سريتها لكنها تأتي في إطار حرب صامتة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية كما أنها تزامنت من حيث نشرها مع زيارة الرئيس الأمريكي أوباما للمملكة وما تحمله من أبعاد سياسة واستراتيجية مؤثرة في العلاقات الأمريكية الخليجية.

الاقتصاد؛ ورقة المملكة الرابحة

اعتمدت سياسة المملكة العربية لفترة طويلة -وكذلك بعض الدول الخليجية الأخرى- على سياسة دفتر الشيكات، وتُعنى هذه السياسة بشراء المواقف السياسية والتحالفات والتكتلات بالصفقات الاقتصادية والهبات والمشاريع التنموية والأصول المملوكة للالدعاوى القضائية لا تزال تلاحق الجمعيات الخيرية السعودية وصغار المسئولين بالإدارة السعودية لاتهمامهم بالضلوع في الحادثة وفق المزاعم التي يرددها أهالي الضحايا. ما كان يحول فقط دون المثول للمحاكمة إزاء هذه المزاعم هو القانون رقم 1976 والذي يمنح الحكومات الأجنبية بعض الحصانة أمام المحاكم الأمريكية.
مشروع القانون المطروح حاليًا على طاولة مجلس الشيوخ ينحّي هذه الحصانة جانبًا إذا ما جرى اتهام إحدى الحكومات الأجنبية بتقديم أي شكل من أشكال الدعم لمنفذي عمليات إرهابية على أراضٍ أمريكية. وعليه فإنه في حال تمرير مشروع القانون واعتماده من قبل الرئيس الأمريكي فلن يكون أمام متهمي حكومة المملكة من أهالي الضحايا الأمريكان سوى أن يثبتوا تورط مسئولين سعوديين ليمثلوا بدورهم أمام المحاكم الأمريكية دون أية حصانة!
مملكة في عديد من البلدان.
في إطار الخلاف الأمريكي الخليجي بشأن مشروع القانون الذي يناقشه الكونجرس بضغط شعبي للكشف عن سرية بعض الوثائق التي ربما من شأنها أن تدين المملكة العربية السعودية وتكشف تورطها في أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001م، أخرجت المملكة ورقتها التي لا تجيد ربما اللعب إلا بها وهي الورقة الاقتصادية. وفي تهديد صريح من المملكة حسبما نقلت ذي نيو يورك تايمز الأمريكية من أن المملكة العربية السعودية نقلت إلى إدارة الرئيس أوباما اعتزامها بيع أصول أمريكية تمتلكها المملكة إذا ما مرر الكونجرس مشروع القانون الذي بموجبه يمكن للحكومة السعودية المثول أمام المحاكم الأمريكية.
ومن جانبها ضغطت الإدارة الأمريكية على مجلس الشيوخ للحيلولة دون تمرير القانون، وتشير الصحيفة إلى أن عدد من المسئولين بالإدارة الأمريكية وأعضاء بالكونجرس والبنتاجون كانوا قد تدارسوا التهديدات السعودية بشكل جاد في الأسابيع الأخيرة ومدى التأثير الذي قد تلحقه بالسياسة والاقتصاد الأمريكيين وخلصوا من تدارسهم للتهديد السعودي إلى تحذير أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي من تداعيات التشريع إذا ما مرروه!
هذا وقد سلم عادل الجبير وزير الخارجية السعودي رسالة المملكة شخصيًا في رحلته إلى واشنطن الشهر الماضي، محذرًا المشرعين الأمريكيين من اضطرار المملكة لبيع أصول تملكها تزيد قيمتها عن 750 مليار دولار إذا ما مرروا القانون. ورغم أن العديد من الخبراء الاقتصاديين يشككون في استطاعة المملكة تنفيذ هذا التهديد، لما سيحدثه من شلل للاقتصاد السعودي، ويتناولون الأمر فقط في إطار زيادة حدة الخلافات بين الشركاء الدوليين، لكن إذا ما وضعت حكومة المملكة نُصب عينيها مصير الأموال الإيرانية التي تم تجميدها في أعقاب حادثة اقتحام السفارة الأمريكية في طهران وغيرها من حوادث تجميد الأموال في الولايات المتحدة فربما يدفعها الخوف إلى هذه المقامرة الصعبة.

احذر! الولايات المتحدة لا تمزق دفاترها القديمة

رغم نفي المسئولين السعوديين أية علاقة تربط المملكة بمنفذي الأحداث، وخلاص لجنة التحقيقات الخاصة بالحادثة إلى أنه لا دليل على تورط الحكومة السعودية أو أي من مسئوليها الكبار في الأحداث أو حتى في مجرد التواصل أوالتنسيق أوالتمويل لمنفذيها إلا أن انتقادات وُجهت للجنة بشأن النطاق الضيق التي حصرت فيه عملها إذ اقتصرت على كبار المسئولين دون صغارهم -الذين ربما قد تورطوا-!
هذه الانتقادات لم تكن وليدة نفسها بل دعمها بدرجة ما الاستنتاج التي خلصت إليه لجنة الكونجرس 2002م، من إمكانية ضلوع مسئولين سعوديين صغار مقيمين في الولايات المتحدة في الحادثة الإرهابية. وجاءت هذه الاستنتاجات في 28 ورقة لم يكشف الحجاب عنها حتى هذه اللحظة. إلا أن الحديث داخل الكونجرس عما يعتري الشراكة الأمريكية الخليجية من مشكلات ظاهرة للعيان -بشأن الاتفاق النووي والأزمة السورية وغيرها- فتح الملفات المتربة منذ أكثر من 14 عامًا.
Read more…