بعد تهاطل الامطار الاخيرة، انكشفت بالواضح والملموس ضعف وهشاشة الشبكة الطرقية بمدن الصحراوء، وخصوصا الطريق الرئيسية الرابطة بين موريتانيا وهذه الاقاليم، لانها لم تعد صالحة للاستعمال بسبب عدم توفرها لشروط السلامة الطرقية، وكذلك تقادمت وتاكلت بفعل الزمن وعوامل التعرية ثم غياب الصيانة والاهمال المتزايد والمتعمد احيانا،فهذه الطريق تعبرها ازيد من الفين سيارة يوميا قادمة او متجهة الى افريقيا جنوب الصحراء، فالطريق هي السبيل الوحيد نحو التنمية المستدامة والاقلاع الى وضع احسن، فمن العيب جدا ان تبقى هذه الطريق على حالها الردئ والمتواضع، بسبب ضيق عرضها وكثرة حفرها ورداءة تعبيدها ، فالسؤال الذي يطرح باستمرار من المسؤول عن هذا الاهمال والتهميش لهذا المرفق العمومي الحساس ؟وكذلك مادور المجالس المنتخبة والجهات المختصة والوصية عن هذا القطاع الحيوي؟ ثم كيف تحترم المساطر الاجرائية للصفقات العمومية الخاصة بالاشغال العمومية؟ فالطريق عادة هي الشريان الرئيسي للحياة العامة ، فهي التي تسهل نقل الاشخاص والبضائع والسيارات الثقيلة والخفيفة وتشجع الاستثمارات الداخلية والخارجية، فهذه الطريق الحالية هي الوجه الحقيقي لحجم الفساد والريع الذي وصلنا اليه بالنطقة بسبب انعدام المراقبة والمحاسبة ،وتفشي البيروقراطية والرشوة والزبونية، فامام هذه الظواهر المعدية والفتاكة لا يمكن للمنطقة ان تزدهر او تخطو الى الامام نحو مستقبل تنموي زاهر. فالحديث عن "التنمية المحلية" لابد له من توفير شروط نجاح هذا الورش الكبير والواعد ،واول شرط هو تشييد طرق سيارة سريعة تساعد على سرعة وتسهيل الحركة التجارية وتحريك الاقتصاد المحلي،فاذا اردنا ان ننخرط في نموذج تنموي حقيقي لابد ان نبدا من تكثيف شبكة المواصلات وتحسين مستواها والعمل على اريحية مستعمليها، فالتنمية المستدامة تبدا بالانسان وتنتهي اليه ،فبدونه يستحيل تحقيقها. فعموما اذا اردنا فعلا تحقيق مشروع تنموي صاعد لابد من تغيير هذه الطريق الرابطة بيننا وافريقيا جنوب الصحراء ، والتي اصبحت وصمة عار على جبين المسؤولين.لان المركز الحدودي الجنوبي يدر اموال طائلة على الخزينة العامة ، وهذا رهان مهم للتنمية المحلية في ظل هذه الطريق المتعبة، فكيف اذا غيرنا هذه الطريق نحو حال افضل؟
للإتصال او المشاركة
akhbaredakhla@gmail.com