رغم الإستقبال المتدني للملك في إثيوبيا و تجاهل وجوده فيها لمدة يومين (الخميس و الجمعة), فقد منح الملك لهذا البلد إستثمار من شركة الفوسفاط (OCP) بقيمة 2.5 مليار دولار (بحسب وكالة الأنباء الإثيوبية) أو 3.7 مليار دولار بحسب لاماب (والرقم الأول أصوب لكون عادة وكالة الأنباء المغربية في النفخ في الأرقام).
الإستثمار يهم, بحسب ما أعلن عنه بلاغ رسمي, إنشاء مصنع أسمدة, في بلد لا يتوفر لا على فوسفاط و لا على بترول (المكونان الأساسيان للأسمدة) و لا على أي منفذ بحري لإستيراد هذه المواد الخام أو تصديرها.
و يبدو أن إستراتيجية الملك في إفريقيا هي محاولة شراء ولاءات عدد من الدول الإفريقية على الطريقة الخليجية, و ذلك بمحاولة إجراء مشاريع ضخمة مماثلة تتحمل عبئها الشركة للفوسفاط عبر قروض دولية في كل من الغابون و نيجيريا و إيثيوبيا. ويبقى الفرق الضخم الذي يبدو أن الملك يتغافل عنه هو أن المغرب, بلد فقير لا يتوفر لا من قريب و لا بعيد, ولو حتى على 1% من الثروة المادية التي تتوفر عليها دول مثل الإمارات, السعودية و قطر التي تنهج هذه الإستراتيجية.
و في كل مرة يتم فيها تعميم عناوين في الصحافة من قبيل: الملك يصطحب معه 60 رجل أعمال مغربي للإستثمار في البلد الفلاني. العناوين التي تسبب ذهول و سخرية المتتبعين نظرا لكم التهميش و العنصرية لشباب الصحراوي و الفقر و التخلف الضخم الذي يعيشه الشعب المغربي و تبعا لمبدأ "يا طبيب طب نفسك", أو "الطلاب يطلب و مراتو تصدق" فكيف لفاقد الشيء أن يعطيه؟
و لكن الواقع أن ما يبحث عنه الملك, ليس إلا بهرجة تسويقية و حفلات صور و تصفيق و عمليات ماركتينغ رخيصة وبئيسة, تُنسى و تطوى بضعة أسابيع على مرورها. و قد إعتاد الملك منذ شبابه و فضيحة تالسينت, التي كان قد أقام فيها الدنيا و أقعدها و جيش المغرب بأسره لتدشين "بئر النفط الوافر و بكميات جيدة" (بحسب زعم الملك) فقط لنكتشف جميعا, مدى سخافة هذه الكذبة, و يتظاهر الجميع بنسيان هذه الحلقة التي بينت مدى قدرة الملك على فهم مسائل إقتصادية و علمية و إستثمارية.
والراجح أن نفس المصير ينتظر هذه الإعلانات الفارغة, و إستثمارات الصور و العناوين الصحفية. و الإستثمارات الوحيدة الحقيقية هي حين يكون الملك مستفيدا بصفة شخصية مباشرة, كحصوله على سبيل المثال على رخصة تأمين بالكوت ديفوار و زيادة حصص بنكية في نفس البلد.