منذ سنتين ، وتحديدا في السابع والعشرين من ماي ، رحل عنا ابراهيم ولد اللود احد كبار الشعراء الشعبيين والأدباء الصحراويين الذين سطع نجمهم ليس في الصحراء الغربية فحسب، بل في المنطقة كلها وخاصة في موريتانيا.
حين كان شاعرنا شابا قرر أن يهجر منطقته زمور التي ولد وتربى فيها إلى الساحل وتيرس ، أين كان الشعر والأدب مزدهرين. فكان يشعر أنه خلق للأدب والشعر والإبداع فانتقل إلى ربوع تيرس لصقل موهبته هناك بين الشعراء والأدباء حيث كان شعر ولد جد اهلو وولد الجدود متداولا هناك. وحين كان يهم بالذهاب إلى الساحل وتيرس قال كافه الشهير:
مشيي للكبلة باح لي ... وعلي ماهو زاحل
شفت البراكة ساحلي ... وأهل الساحل ساحل
وحين وصل تيرس والتقى بأهلها وشعرائها أحس أنه يستطيع أن يذهب بعيدا بحثا عن الشعر والشعراء، فبدأ يسافر من حين إلى آخر إلى موريتانيا مأخوذا بالحركة الأدبية في البلد الشقيق.
في الوقت الذي كان فيه الشاعر الصحراوي ابراهيم ولد اللود يجول ويصول في المنطقة أو ما يسميه هو بالساحل ، كان شاعر آخر ومغني وفنان موريتاني، هو سدوم ولد آب، يتردد على الصحراء ويلتقي بأهلها. كان الصحراويون يلتقون به ويستدعونه ويكرمونه ويجزلون له العطايا. وفي إحدى جولاته التقى سدوم بإبراهيم ولد اللود ونشأت بينهما صداقة من نوع خاص. حيث أعجب سدوم بموهبة ابراهيم في الشعر والحكي فأصبح يصطحبه معه في رحلاته الطويلة إلى موريتانيا. وقد نظم ابراهيم في تلك الفترة الكثير من القصائد المشهورة التي يحفظها ويرددها الكثير من الناس.
بعد أن اشبع ابراهيم ولد اللود رغبته الأدبية والشعرية في الساحل عاد إلى موطنه زمور كي يستقر بها وفي خياله ذكريات كثيرة عن شعراء عاش معهم وعن أرض أحبها وهاجر إليها بحثا عن الأدب.
كان من أول الشعراء الذين نظموا قصائد ثورية تمجد الثورة والكفاح والنضال . وفي مخيمات اللاجئين الصحراويين انضم ولد اللود إلى الشعراء الوطنيين الكبار وبدأ يقاتل بالكلمة الملتزمة حتى وافاه الأجل يوم 27 مايو 2012 م.
كلماته وقصائده لاقت رواجا كبيرا بين الصحراويين خاصة في المناطق المحتلة وموريتانيا، ومن بين القصائد الشهيرة التي حفظها الناس في المنطقة قصيدة " لاتنفكعي يالساقية":
لاتنفكعي يالساقية ... واللا كولي للوادي
يفرح والناس الباكية ... تفرح يوم الميعاد
وعلى خطى الأب سافر الأبناء النظيف ولمغيفري يقتفيان خطوات الوالد في موريتانيا الشقيقة، حيث التقيا بسيداتي ولد سدوم وعائلته، فاستقبلهما استقبالا يليق بهما وبذكرى والدهما الذي لازال يتذكره. وتكريما لذكريات الوالدين سدوم وإبراهيم وصداقتهما قام سيداتي الصغير بتسجيل شريط سماه شريط زمور. رحم الله الشاعر والاب والمناضل براهيم اللود