
استطاعت تمثيلة جبهة البوليساريو “بكوبن هاغن ” في ظرف وجيز تحقيق
مكاسب سياسية متقدمة للقضية الصحراوية على مستوى الساحة الدنماركية، مما أزعج
النظام المغربي الذي بدا في تجنيد عملائه للتأثير على الموقف المتقدم للحكومة
والبرلمان من القضية الصحراوية.
لأول مرة يطرح امام
البرلمان الدنماركي مقترح للاعتراف بالجمهورية الصحراوية الذي حظي بمساندة عشرات
البرلمانيين، كما ان الحكومة أصبحت تولي اهتماما للقضية الصحراوية حيث أكدت في
مناسبات عديدة دعهما لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير ورفضت الانخراط في نهب
ثروات الصحراء الغربية،فضلا عن تظيم عديد الانشطة السياسية والثقافية حول القضية
الصحراوية.
لقد استطاعت تمثيلية
البوليساريو بالدنمارك تجنيد الأحزاب والمنظمات ووسائل الإعلام للدفاع عن قضية
الشعب الصحراوي، مما أزعج النظام المغربي الذي تحرك على أكثر من صعيد بغية محاصرة
تقدم القضية الصحراوية داخل دول الشمال.
ومؤخرا حاولت الرباط
عن طريق مخابراتها تحريك الملف عبر البرلمان فبعث ما يمسي مجلس الجالية المغربية
بالدنمارك مذكرة كررت نفس الاسطوانة المغربية حول الصحراء الغربية، واليوم توجه
رسالة عن طريق حزب وهمي يسمي نفسه ” التجمع الديمقراطي الصحراوي” يدعي فيها فقدان
الشعب الصحراوي لحرية التعبير والحركة داخل المخيمات، ويصفه بالعاجز الذي يقتات
على المساعدات الإنسانية.
رسالة المخابرات
المغربية الموجهة إلى لجنة الخارجية بالبرلمان الدنماركي تم تجاهلها مما يعكس تبني
البرلمان الدنماركي للشرعية الدولية ورفض التعامل مع المخابرات المغربية التي
يوظفها النظام المغربي لكسر شوكة التضامن الذي بدا يتصاعد داخل الدول الاسكندنافية.
****المغرب قلق من تنامي التأييد للقضية الصحراوية على مستوى الساحة
الدنماركية****
وكانت وثيقة سرية
أعدتها مديرية الشؤون الأوروبية بوزارة الخارجية المغربية كشفت عن تنامي التأييد
للشعب الصحراوي وقضيته العادلة على مستوى المجتمع المدني الدنماركي
.
وأكدت الوثيقة التي
نشرها حساب كريس كولمان نهاية 2014 أن تبني أحزاب ومنظمات فاعلة في المجتمع المدني
الدنماركي لكفاح الشعب الصحراوي يبعث على القلق.
وأبرزت الوثيقة أن
جهود حركة التضامن مع القضية الصحراوية تكللت بإعداد مقترح حول الاعتراف
بالجمهورية الصحراوية وعرضه أمام البرلمان الدنماركي.
وأكدت الوثيقة أن
العاصمة الدنماركية شهدت عديد الأنشطة المؤيدة للقضية الصحراوية على غرار ندوات
دولية وأنشطة تحسيسية على مستوى الساحة الدنماركية.
وخلصت الوثيقة إلى أن
الحكومة الدنماركية التي تدعم الجهود الأممية لحل القضية الصحراوية تولي اهتماما
خاصا بأوضاع حقوق الإنسان والثروات الطبيعية في الصحراء الغربية.
ان العمل الدبلوماسي
الراقي الذي تنتهجه تمثيلية جبهة البوليساريو بأوروبا هو الذي دفع العديد من
البرلمانات الاوروبية إلى المطالبة بمنح صفة الدبلوماسية للبعثات الصحراوية على
غرار نظيراتها من حركة التحرير الفلسطينية.